في خطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل الأوساط الدولية، سمح الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى من طراز **ATACMS** لضرب العمق الروسي، مما دفع موسكو إلى تصعيد خطابها النووي والتهديد بإجراءات انتقامية قد تُقرّب العالم من حرب شاملة. هذا القرار، الذي يأتي في نهاية ولاية بايدن ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية، يعكس تحولاً نوعيًا في السياسة الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية، وقد يترك إرثًا ثقيلًا للإدارة المقبلة.
أبعاد القرار الأمريكي
تتيح هذه الصواريخ، التي تتميز بمدى يصل إلى 300 كيلومتر ودقة عالية، للقوات الأوكرانية استهداف مواقع حيوية داخل روسيا، بما في ذلك قواعد عسكرية وخطوط إمداد استراتيجية. زيلينسكي، الذي رحّب بالقرار، وصف الصواريخ بأنها "ستتحدث عن نفسها" في العمق الروسي، وهو تصريح يعكس الثقة المتزايدة لدى كييف بإمكانية تغيير ميزان القوى العسكري لصالحها.
رد الفعل الروسي: عقيدة نووية أكثر عدوانية؟
من الجانب الروسي، وصف المسؤولون هذه الخطوة بأنها تجاوز "للخطوط الحمراء"، مع تحذيرات من أن استخدام هذه الصواريخ سيقابل برد عسكري فوري قد يشمل استخدام الأسلحة النووية التكتيكية. التحذيرات الروسية تأتي في سياق تطوير العقيدة النووية الروسية لتشمل إمكانية الردع حتى في حال تهديدات تقليدية خطيرة. ووفقًا لمحللين، فإن موسكو تعتبر هذه التطورات استفزازًا يدفعها نحو خيارات أكثر خطورة.
تداعيات على الأمن الدولي
هذا التصعيد قد يقود إلى تداعيات واسعة النطاق، من بينها:
1. **زيادة المخاطر النووية**: مع تصعيد التهديدات، تبدو احتمالية استخدام الأسلحة النووية، وإن تكتيكيًا، أكثر واقعية.
2. **توسع الصراع جغرافيًا**: قد تتحول دول شرق أوروبا إلى أهداف في حال تفاقم الحرب.
3. **تأثيرات اقتصادية عالمية**: التصعيد يعزز الضغوط على أسواق الطاقة والغذاء العالمية، ويهدد استقرار الاقتصادات النامية.
بايدن: البطة العرجاء في مرمى النقد
يثير توقيت هذا القرار تساؤلات سياسية داخلية ودولية. فمع قرب انتهاء ولاية بايدن، وصفه البعض بأنه "بطة عرجاء" تسعى إلى ترك بصمة سياسية بأي ثمن، مما قد يزيد من تعقيد الموقف في أوكرانيا ويدخل العالم في دائرة صراع أوسع.
هل من حلول؟
المشهد الحالي يتطلب تدخلاً دبلوماسيًا عاجلاً، خاصة مع تصاعد المخاطر. غير أن استمرار العناد بين القوى الكبرى يجعل من الصعب تحقيق تسوية في الأمد القريب، ما يُبقي العالم في حالة ترقب خطرة.
بناءً على هذه التطورات، يبدو أن الساحة الدولية قد دخلت مرحلة جديدة من التصعيد، قد تكون الأكثر خطورة منذ عقود.
تعليقات
إرسال تعليق