القائمة الرئيسية

الصفحات

وائل غنيم العقل المدبر لثورة 25 يناير!

هو وائل سعيد عباس غنيم من مواليد 23 ديسمبر 1980 بمدينة القاهرة ، رائد أعمال و ناشط سياسي مصري ، شغل منصب المدير الإقليمي لشركة جوجل و المسؤول عن ترويج منتجاتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

سنة 2015 شارك في تأسيس ( باريلو) التي أصبحت فيما بعد تابعة لشركة (كوارا ) ، حاليا يعمل وائل غنيم مدرس غير مقيم في مركز ( آش) للحكومة الديمقراطية والابتكار في جامعة ( هارفارد) بالولايات المتحدة الأمريكية.

إشتهر وائل غنيم ناشطا سياسيا عندما أنشأ سنة 2010" صفحة كلنا خالد سعيد" وكان وقتئذ لم يكشف عن هويته الحقيقية ، تم تأسيس الصفحة تضامنا مع الشاب خالد سعيد الذي قتل في أحداث غامضة وقتذاك ، الصفحة كانت تهدف إلى القصاص من قتلة خالد سعيد كما كانت تطالب أيضا بإبطال العمل بقانون الطوارئ.

يوم 14 جانفي وفور هروب الرئيس التونسي ( زين العابدين بن علي)، أبان ما سمي بثورة "الياسمين" في تونس، أطلق وائل غنيم دعوة بالتظاهر يوم 25 يناير للمطالبة بإصلاحات سياسية جذرية، مما دفع الملايين من الشعب المصري للتظاهر في ميدان التحرير والمطالبة بإسقاط الرئيس حسني مبارك و تخليه نهائيا عن الحكم . 

يوم 3 فبراير سنة 2014 ، أعلنت جوجل عن اختفاء موظف كبير لديها في القاهرة و كان ذلك الموظف هو وائل غنيم، و الذي تبين فيما بعد أنه معتقل من قبل الأجهزة الأمنية داخل مبنى مباحث أمن الدولة. و قد دامت مدة إعتقاله 12 يوما ، بعد الإفراج عنه كشف وائل غنيم عن هويته بوصفه مؤسس صفحة خالد سعيد و كذلك بوصفه الداعي الأبرز للتظاهر ضد حكم ( مبارك) و أعتبره الإعلام المصري " مفجر ثورة يناير 2011" و " عقلها المدبر" ليصبح بعدها رمزا ثوريا تتهافت على استضافته كبرى القنوات التلفزية .

وفي مارس من نفس العام ، أي بعد شهر واحد من إطلاق سراحه تم منحه جائزة ( كيندي للشجاعة) واختارته مجلة " التايمز-The Times" ليكون من بين أكثر مائة شخصية تأثيرا في العالم سنة 2011. 

نبذة مختصرة عن حياته الشخصية وسيرته الذاتية

إنتقل وائل غنيم للعيش مع أبويه في المملكة العربية السعودية وفي سنة 1992 عاد إلى موطنه الأصلي بالقاهرة و لم يتم بعد سن الثالثة عشر ، واصل تعليمه الثانوي فيها، ثم تحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعلوماتية و كان ذلك سنة 2004 . واصل وائل غنيم دراساته المعمقة في مجال التسويق ليتحصل سنة 2007 على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. بعد ثلاثة سنوات من الدرس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وهي أعتى و أرقى مؤسسة جامعية في مصر و الشرق الأوسط. 

عمل وائل غنيم على إنشاء وتطوير العديد من مواقع الويب لعل أشهرها ( موقع اسلام واي-islamway ) أو "طريق الإسلام".

في الفترة الممتدة بين عامي 2002 و2005 عمل وائل غنيم في شركة محلية متخصصة في تطوير الحلول الرقمية للمؤسسات وهي ( شركة جواب) وهي عبارة عن شركة تمد عملائها بخدمات تشبه (Gmail) وقد وصل عدد مشتركيها آنذاك قرابة خمسة ملايين مستخدم في كافة أرجاء العالم العربي.

وفي الفترة الممتدة ما بين عامي ( 2005 و 2008) ساهم وائل غنيم في إنشاء و تطوير منصة المعلومات ( مباشر-mubasher) وهي منصة رقمية متخصصة في مجال التداول و الأوراق المالية. 

سنة 2010 تحول المهندس وائل غنيم إلى إمارة دبي، ليشغل منصب مدير إقليمي لدى جوجل ، حيث أشرف على تطوير العديد من منتجات الشركة، لتصبح ملائمة لاستخدامات المواطن العربي ، كما ساهم في العديد من البرامج التي من شأنها أن ترتقي بالمحتوى العربي على الويب. 

وائل غنيم و دوره في ثورة 25 يناير

البداية مع صفحة "كلنا خالد سعيد"

أثناء إقامته في دبي قام وائل غنيم بتأسيس صفحة " كلنا خالد سعيد" و كان ذلك يوم 10 يونيو 2010 ، تضامنا مع قضية الشاب المصري خالد سعيد الذي توفي نتيجة التعذيب من طرف المخبرين التابعين لنظام ( مبارك) وقد أثار موته حفيظة العديد من منظمات حقوق الإنسان في العالم، و تشير المصادر الرسمية أن خالد سعيد توفي بمدينة الإسكندرية يوم 6 يونيو سنة 2010 .

أيام قليلة بعد تأسيس صفحة ( كلنا خالد سعيد) قام وائل غنيم بدعوة أحد أصدقائه المقربين وهو الشاب ( عبد الرحمن منصور) الذي تطوع ليكون مشرفا على ادارة الصفحة . بعد هروب الرئيس التونسي ( زين العابدين بن علي) تغيرت أهداف الصفحة لتعلن ( مناهضة التعذيب و البطالة و الظلم و الفساد) وفي 14 يناير 2011، انطلقت الدعوة على كامل شبكات التواصل الإجتماعي بعد أن أصبح عدد المشتركين في الصفحة يقارب 400 ألف مشترك وقد لاقت الصفحة دعما من قبل العديد من الهيئات الحقوقية و المنظمات الإنسانية . حتى ذلك الحين لم يكشف وائل غنيم عن هويته الحقيقية و ظل يسعى إلى الدعوة نحو التظاهر و إقامات المسيرات في كافة أرجاء مصر وتحديدا في القاهرة حيث ميدان التحرير قلب ثورة 25 يناير و معقلها الرئيسي. 

اعتقال وائل غنيم مباشرة إثر أحداث 25 يناير 2011

اندلعت الثورة في مصر يوم الثلاثاء في الخامس والعشرين من شهر يناير سنة 2011 ، كانت إنتفاضة شعبية عارمة، هزت كل محافظات وأقاليم مصر ، بعد تنحي الرئيس مبارك بيومين و تحديدا يوم 27 يناير تم اختطاف وائل غنيم و اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية، وتم اقتياده إلى مبنى أمن الدولة .

في الأثناء ضلت أسرة وائل تبحث عنه دون جدوى، ولم تعترف السلطات المصرية بإعتقاله إلا بعد هبة شعبية عارمة، دفعت رئيس الوزراء آنذاك أحمد شفيق بالإفراج عن وائل غنيم و إخلاء سبيله، كان ذلك يوم 7 فبراير 2011 أي بعد 12 يوما من الاعتقال. 

فور خروجه من الإعتقال، أدلى وائل غنيم بتصريح تضامن فيه مع الحراك الشعبي في مصر ، منتقدا للعنف كما نفى صفة البطولة عن نفسه و اعتبر فترة إعتقاله مجرد "نوم عميق" قضاه داخل مبنى ( أمن الدولة). 

أول ظهور إعلامي لوائل غنيم 

ظهر وائل غنيم لأول مرة على شاشة قناة دريم ، مباشرة بعد الإفراج عنه ليتحدث عن ملابسات إعتقاله ، وعن دوره في تحريك الشارع المصري إبان ثورة 25 يناير ، حيث بين أن سبب إنشائه لصفحة ( كلنا خالد سعيد) كان تلقائيا و نابعا عن حب عميق للوطن، و أسف شديد لما وصل إليه حال مصر ، نافيا بذلك أن يكون وراء ذلك كله "أيادي خفية" أو "أجندات أجنبية" تسعى لإذكاء نار الفوضى في مصر .

أثناء بث اللقاء؛ أجهش وائل غنيم بالبكاء ، عندما تطرق المذيع إلى الحديث عن الشهداء الذين سقطوا أثناء الإحتجاجات ثم ردد قائلا " لسنا نحن المسؤولين عن دمائهم و لكن الذين تمسكوا بالسلطة هم اصحاب المسؤولية أولا و أخيرا" و في مشهد درامي مؤثر طلب وائل غنيم مغادرة البرنامج و انسحب باكيا في مشهد درامي مؤثر جدا ...

مباشرة بعد بث ذلك اللقاء ، نشر" موقع مصراوي" ، مقالا تحدث فيه عن مدى تأثر الملايين من المصريين بتلك الدموع التي اذرفها وائل غنيم و التي جعلت بعض السياسيين ورجال الإعلام المحسوبين على نظام مبارك، يؤيدون ثورة 25 يناير ويقفون في صفها، كان ذلك اللقاء نقطة إعلامية فارقة حددت مصير الثورة أو بالأحرى أكدت شرعيتها .

و بعد عرض ذلك اللقاء التلفزيوني على قناة دريم ، إنضم إلى صفحة وائل غنيم على الفيسبوك ، مئات الآلاف من المشتركين الجدد و تم تفويضه اعتباريا من قبل شباب الثورة بأن يكون متحدثا رسميا بإسم الثوار .

وائل غنيم يستقبل استقبال الأبطال

يوم الثلاثاء ، 8 فبراير سنة 2011 ، خرج وائل غنيم إلى ميدان التحرير ، في قلب العاصمة المصرية ، ليجد الآلاف من الأنصار في انتظاره ، يهتفون باسمه و قد صفقوا له بحرارة ، إلا أن وائل غنيم كرر عبارته للمرة الثانية " أنا لست بطلا إنما أنتم الأبطال يا من وقفتم هنا مطالبين برحيل الظلم و الطغيان" ، رفع وائل غنيم على الأعناق و سط أهازيج الآلاف من أنصاره و مريديه.

رفض وائل غنيم ، الإدلاء بأي تصريح للوكالات الأجنبية ، و التي تهافتت حوله من كل حدب و صوب مكتفيا بتصريح مقتضب لشبكة ( CNN) قال فيه بأنه مستعد للموت والتضحية في سبيل مصر وعزتها ، وفي ذات اليوم أي 8 فبراير 2011 تم اختياره ناطقا رسميا بإسم "ثوار التحرير" و أعتبر منذ ذلك اليوم ملهما للمصريين و رائد ثورتهم . 

وائل غنيم بعد ثورة 25 يناير

لم يرغب وائل غنيم في تسلم أي مهام رسمية رغم الشعبية العارمة التي أصبح يتمتع بها لدى المصريين ، إختار أن ينسحب من المشهد الثوري في صمت ، حيث أعلن أنه يرغب في ترك وظيفته لدى جوجل ليؤسس منظمة غير حكومية تسعى لمكافحة الفقر و تحسين التعليم في مصر.

و بالفعل تمكن وائل غنيم في تلك الفترة من بعث العديد من البرامج التي تسعى إلى النهوض بالوضع التعليمي في مصر و في سنة 2015 شارك وائل غنيم في بعث مشروع ( بارليو -Parlio) الذي استحوذت عليه فيما بعد مؤسسة (كوارا) في أفريل من سنة 2016. 

مؤلفات و كتابات وائل غنيم

مثل كل ناشط سياسي أو رائد أعمال ناجح ، كان لوائل غنيم مؤلفات و كتابات لعل أبرزها "كتاب الثورة 2.0" وهو كتاب يروي أحداث ثورة 25 يناير 2011 ، يصف فيها أهم المحطات و الأحداث بدآ من مقتل خالد سعيد حتى سقوط مبارك بالإضافة إلى عدة إسهامات منشورة على الصفحات الإجتماعية و مقاطع فيديو على ( اليوتوب) .

المكانة العالمية التي حظي بها وائل غنيم

صنفته مجلة "تايم الأمريكية" ليكون على رأس قائمة 100 أهم شخصية تأثيرا في العالم ، ثم تسلم جائزة جون كيندي للشجاعة ، كما تم تكريمه من قبل مجموعة من السياسيين و المثقفين في ولاية بوسطن الأمريكية ، كما تلقى وائل غنيم جائزة من (كارولين كينيدي-Caroline Kennedy) ابنة الرئيس الراحل جون كينيدي وذلك اعترافا بجهوده في نبذ الظلم و الدعوة الى الحرية و اشارت كارولين كندي بأنها من خلال هذه الجائزة تكرم و تحيي الشعب المصري كله، الذي ناشد الديمقراطية و طالب بالحرية .

كما أعلنت سفارة السويد بالقاهرة ، حصول الناشط السياسي وائل غنيم ، على الجائزة السنوية لحرية الصحافة التي تمنحها كل عام منظمة " مراسلون بلا حدود".

وفي سنة 2011 نشرت مجلة " Arabian Business" قائمة أقوى 500 شخصية عربية كان وائل غنيم من بينهم .

وائل غنيم و المهجر

إختار وائل غنيم أن يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو حاليا يعمل مدرسا بجامعة هارفارد ، من حين إلى آخر يطل على جمهوره بواسطة قناته على اليوتوب ، يدلي برأيه في شتى المسائل السياسية والاجتماعية ، قبل عام فاجئ وائل غنيم متابعيه على اليوتوب من خلال حلق رأسه تماما و كذلك حاجبيه ، ظهر لفترة طويلة وهو يحدث جمهوره بصدر عاري و ألفاظ نابية عنيفة ...و لكن تبين لاحقا أنه كان يعيش حالة اكتئاب حادة دفعته إلى الإنفصال عن زوجته (Ilka Johansson) سنة 2019.

في الآونة الأخيرة بدأت فيديوهات وائل غنيم تنشر بكثافة على السوشيال ميديا خاصة منها التي تستعرض أحداث العنف و الإحتجاجات في الولايات المتحدة الأمريكية و التي بدا فيها متعقلا في رصده لتلك الأحداث و تحليلها تحليلا واقعيا بعيدا عن السفسطة و الإنفعالات.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات